الأحد، ١٨ فبراير ٢٠٠٧

صحيفة الاقتصادية الالكترونية - كُـتـّاب الاقتصا�

صحيفة الاقتصادية الالكترونية - كُـتـّاب الاقتصا�: "الحديث عن الديمقراطية
خالص جلبي - 01/02/1428هـ
kjalabi@hotmail.com


الحديث عن الديمقراطية

خالص جلبي - 01/02/1428هـ
kjalabi@hotmail.comيكثر هذه الأيام الحديث عن الديمقراطية، وأن أمريكا إذا كنست صدام من العراق بزغت الديمقراطية مثل شمس الضحى. ولكن المشكلة أن المواطن العربي يسمع هذه المصطلحات، مثل الطفل الذي تحدثه عن المتعة الجنسية. أو مثل الأخرس الذي يريد نقل الأفكار عن آخر مهمته الكلام. وتذكر فاطمة المرنيسي أن جدتها كانت تسمعها، وهي تنطق بكلمة الديمقراطية، فظنت أنها جبل في منطقة جغرافية لا تعرفها. والعراقيون اليوم يظنون أن زوال صدام، يعني آلياً ولادة ديمقراطية تسبق سويسرا وكندا والنرويج, مثل كسيح كان مربوطا إلى كرسي متنقل ففك عقاله وطلب منه أن يشارك في سباق المائة متر في الماراثون. والغلط في مثل هذه الأشياء قاتل. وتغيير صدام سيبدل بمصدوم والمشنوق بعشماوي. ومن اعتاد الغش في حياته، لن يتحول إلى نبي، يدعو العباد ألا يبخسوا الكيل، ويزنوا بالقسطاس المستقيم. كما لا يمكن للص أن يتحول بلمسة سحر إلى قديس، والشيخ الطاعن في السن، المتكئ على العكاز، لا يمكنه الزواج بفتاة صغيرة، ولو اشتراها بالحلي والمال، وتجرع رطلا من حبوب الفياجرا. فهذه قوانين وجودية.. ومن خالف سنة الله، سحقته سنة الله، ولم تبال ولم ترحم. وتبين أن هذا الموضوع صعب، لأنها قضية غير واضحة، ولم يشتغل عليها الناس في عالم العروبة الميت. وهي عقاب الله على استخدام الجاهل أداة لا يعرف كيفية استخدامها. والمجتمع المدني غير المجتمع القبلي. وذهب الدكتور علي الوردي في كتابه "تاريخ العراق الحديث"، إلى أن المجتمع العراقي، مبتلى بثلاث علل، كل علة كافية أن تقتل جملاً، وواحدة منها أن تصيب المجتمع بالكساح: من ازدواج الشخصية، وصراع الحضارة والبداوة، والتناشز الاجتماعي، والثالثة أصعبها. ويعترف الرجل بأنه أخذ هذه الأفكار، من ثلاثة علماء اجتماع؛ فأما صراع الحضارة والبداوة فنقله عن ابن خلدون، وأما ازدواج الشخصية فأخذه من مكايفر، والثالث عن اوكبرن. والحضارة تعني الدخول في الوقت والمعاناة.واعتبر مالك بن نبي أن الحضارة ثلاثة عناصر: الإنسان والتراب والوقت ومن تفاعلها المنظم تنبثق الحضارة. ومن يتوقع من الإنسان العراقي احترام الوقت يهذي. وتضارب روح الوساطة مع المساواة مشكلة، وهي من سمات المجتمع المدني، والمجتمع القبلي ينمي روح الثأر والدخالة والعنترية وعدم احترام الوقت، والإيمان بالقوة أكثر من العدالة، فتنتشر عبارات (سبع) و(حسن كبريت) و(عنتر).وهي معوقات ليست قليلة في بنية العقلية العربية، والمعاناة منها ليس مثل شرحها على الورق، كما فعل العراقيون الذين استقدمهم بوش لأخذ رأيهم عن المجتمع العراقي، فهؤلاء زينوا له الأمر.وبوش رجل لا يشفع له تاريخه، أنه كان من الأذكياء النجباء، فقد تخرج في جامعة ييل بدرجة وسطى، وكان مدمنا على الكحول، حتى سن الأربعين، وهذا يعني من الناحية الطبية أن نصف نورونات الدماغ قد احترقت.ومأساة الجنس البشري كبيرة في هذا الرجل، الذي سيخلد اسمه أنه من شن الحرب على الناس، والناس عليه شنوا. ويحاول اليهود اليوم دفعه لما يريدون أكثر مما يريد. والخلاصة أن الأوهام كثيرة، والغلط فيها ليس كمن يرى مناما فيستيقظ فزعا، ويحمد الله أنه كان في المنام.وهو ما سيحدث مع رامسفيلد وبوش ومن سار في درب فرعون.يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هو من المقبوحين

ليست هناك تعليقات: